
عرف التاريخ العربي منذ أواخر القرن 19 عدة حركات نهضوية تتفق في ضرورة التغيير و التجديد و تختلف في الطريقة المناسبة للوصول لمجتمع عربي مسلم قادر على منافسة العالم الغربي و إسترجاع المجد الضائع للأمة.
"يا عيني يا عيني، عجبتني المقدمة ههههههه، ظاهر موضوع نكد ، إلي مش عاجبه، يمكن يغَيّر المحطة هههههههه"
لن أتحدث عن المطالبين بنهضة في الإتجاه العكسي، و هم كانوا و مازالوا الأخطر، هم من يطالبون بالرجوع لزمن الأسلاف، هم عائشون في ذكريات الزمن الجميل و أشهرهم وهابيو السعودية الذين تولوا زمام الأمور بفضل صفقة مع آل سعود بحيث يحللون للحكام كل شيء لكن شرط أن يحرّموا كل شي على الشعب :))
"مدونتي إنخرب بيتها ههههه"
أذكر أيضا أن آلة الطباعة التي أتى بها نابليون إلى مصر، كهدية، إعتبرها بعض رجال الدين حينها رجسا من عمل الشيطان، و حرّموا إستخدامها، يعني كانت أو نهضتهم ، رفضهم للمعرفة و العلوم. و رفضهم لطبع الكتب بطريقة سريعة و عصرية.
كانت أهم حركات النهضة حركات تدعو لتحرير المرأة، من مصر بالتحديد و من تونس أيضا. مش مهم الجنسية أو البلد، لأن كل تلك الحركات كانت تستوحي مبادءها من الحركات الغربية و كان لها تقريبا نفس الأهداف.
المشكلة هي أن تلك الحركات كانت مجرد إجتهادات شخصية، قد تكون أثرت في نخبة من المجتمع، أو كانت كلمات ملأت الجرائد و الكتب، لكن، عامة الناس لم يكن لهم علم أصلا بوجودها، و أي كلام عن حالة تجديد في الأفكار و تساءل عن مدى جدوى العادات و التقاليد، كانت تعتبر كفرا و إلحادا و تقليدا أعمى للغرب الكافر.
جاء على بالي مصطلح، يمكن أكون أنا أول من سيخترعه (فيلسوف زمانه ههههه)، و هي "جمهرة النهضة" ، بمعنى أن أي حركة إصلاح لا بد أن تبدأ من قاعدة المجتمع، ليس من قمته. لا تبقى حكرا على المفكرين، ليس لأن دورهم لا يذكر، بالعكس، فلاسفة و مفكروا الأنوار مثلا بنوا اللبنة الأولى لحالة من إنتشار الأفكار التحريرية بين عامة الشعب. لكن، نحن طال بنا الحال، صار لنا قرون و المفكرون في جهة و الشعب في جهة ثانية.
و مفكرونا صراحة إن لم يكون أبواقا للحكومات، فهم ما يعرف ب "مفكرون إسلاميون" ، أما البقية، فهم متهمون بأنهم "كفار" ، "إشتراكيون" و أغلبهم قابع في غياهب السجون.
ملاحظة: لما أتكلم عن حركة النهضة، أنا لا أتكلم عن الحركة السياسية التونسية الجزائية التي عرفت مجدها في التسعينات و إسمها "النهضة". على العكس تماما، لأنها حركة دينية "متطرفة".
مازلت لم أتحدث عن المثلية، ما تخافوش، جاية جاية :))
لكن، بعد الفاصل :))
يتبع...