قبل الحديث عن بقية الموضوع، ألفت الإنتباه للتعليق الأخير في الموضوع السابق...
غير معرف، مع احترامي الشديد أثبت كل ما قلت: يقول المعلق إن المثليات أقل من المثليين و أن المثليات يرجعن بسرعة لما يسميه طبيعة و أن المثلية الذكورية هي المعضلة !!
غير معرف هو أكبر دليل على كل ما وضحته : المثلية المرأة لا ترجع للطبيعة بسرعة، هي تتزوج بسرعة، هذا هو الفرق الوحيد بينها و بين الرجل المثلي: البنت المثلية هي فقط تتزوج من رجل، تدخل القفص، تصير على ذمة سيدها الرجل... لكن، الزواج برجل ليس رجوعا للطبيعة، هو مجرد مظاهر تخفي كبتا و حرمانا لا يعرف وجعه إلا من عاشه...
المثلي الرجل قد يتزوج، لكنه لا يدخل القفص كالمرأة، لا يلبس قماشا فوق رأسه كالمرأة، لا يعاني من نظرة الناس كالمرأة، و مثليته ليست معضلة، و لا ترجع المرأة المثلية للطبيعة أكثر من الرجل المثلي، لأن كلاهما مثلي جنسي ، يحيى مثليا و يموت مثليا !!!
للأسف مرات أحس إن مثل هذه المفاهيم البسيطة البديهية تصير في بلاد العربان فلسفة وجودية لا تجد آذانا صاغية إلا القليل...
أرجع الآن للموضوع...
![]() |
هذا هو الفيلم الوثائقي، مؤثر جدا... |
شاهدت من فترة شريطا وثائقيا أث فيا تأثيرا كبيرا... أنا إلي قلبي حجر، كدت أذرف بضع دميعات هههه..
كان الحديث عن أيام ظهور مرض السيدا (إيدز) في سان فرانسيسكو ( و بالخصوص في حي المثليين المعروف كاسترو)
سبق تلك الفترة حالة تحرر جنسي رهيبة... لم يعد المثلي يعترف بالعلاقات التقليدية التي تعتمد على النشاط الجنسي الحصري بين الشريكين فقط أو على كل ما يمكن أن يعرف العلاقة بين رجل ومرأة... كانوا ثائرين على كل تلك القيود الإجتماعية و على رفض المجتمع لهم...
كانت ثورتهم ضد الأديان و التقاليد، كانت ثورتهم جنسية...
قبل ظهور الإيدز، كانت هناك أمراض جنسية معروفة و كان الكثير من المثليين أو غيرهم يصاب بها، لم تكن مخيفة لأنها كانت معروفة عند الجميع... أيضا بالرغم أن الواقي الذكري كان موجودا، الا أن إستعماله كان نادرا جدا عند المثليين...
ظهرت حركات تحررية منادية بحقوق المثليين، بل إن منها من كان متطرفا لدرجة المطالبة بحق الممارسة الجنسية العلنية و الى غير ذلك من المطالب التحررية المفرطة...
الحركات المعادية للمثلية كان أغلب إهتمامها بالفعل الجنسي و بالتحديد الفعل الجنسي بين الرجلين...
كان المثليون يحتلون أغلب الميادين الفنية و الإعلامية، و يشاركون في مظاهرات ثقافية...كان أغلبهم رجال...
كل شيء كان يدور حول المثلية الذكورية مما زاد من صعوبة إيجاد المرأة المثلية لمكان لها وسط هذا الكم الهائل من الحركات و هذا الجو الذكوري البحت...
ظهرت بعض الأصوار النسائية المثلية لكن صداها كان أقل من صدى المثليين الرجال...
بل إن المثليات كن يتعرضن لنقد لاذع من قبل المثليين لأن المثليات كن أكثر إرتباطا بالصورة التقليدية للعلاقات و أكثر رومنسية في تعاطيهن من المثلية الجنسية... في حين الرجال كانوا أكثر تحررا جنسيا و كانت الممارسات الجنسية تطغى على حياتهم أكثر من بحثهم على الإستقرار الشبيه بالزواج بين رجل و مرأة...
![]() |
تذكير للي ما يعترفش بالواقي الذكري!! هاذي صورة سوفت مقارنة بالصور الأخرى... |
فجأة!!!
ظهر الوباء!!!
لا يطال إلا المثليين الرجال!!! سموه "سرطان اللوطيين" !!
مئات ثم آلاف في مدينة واحدة أصابهم الداء...
امتلأت المستشفيات، إنتشرت رائحة الأموات...
خاف الناس كلهم هينها من هذا المرض..لم يكونوا يعرفون عنه شيئا...
زاد إشمئزاز الناس من المثليين، رفض الأطباء مرات علاجهم، خافت منهم الممرضات...
لم يجد مرضى الإيدز إلا المثليات للأخد بأياديهم و مصاحبتهم في محنتهم أو إعانتهم أن يموتوا موتة كريمة...
فجأة!!!
صار للمثليات صوت يسمع... صرخت البنت المثلية تطالب بحق العلاج لأخيها، صديقها المثلي...
شاركت في المسيرات، طلبت الإعانات...
تحملت المثلية المرأة مسؤولية كبيرة، و منذ ذلك الوقت، يتذكر المجتمع أن المثلية أنثوية أيضا كما هي ذكورية...
كانت تلك الفترة التي ساهمت في ظهور الصوت المثلي الأنثوي، لكنه بالرغم من كل شيء مازال أقل وصولا من صوت الذكور المثليين.. هذا لا يعني العداوة أو التناقض بين الإثنين، بالطبع لا... رجال و نساء معركتنا واحدة...
لكن ، نفتقد نحن المثليون الذكور للمثليات الإناث، نود لو نسمعن أكثر... نود لو نصرخ نحن أقل حتى نسمعن نحن و يسمعهن المجتمع...
إذا أنا خايف على حال المثليين الذكور في بلاد العربان بعد وصول الفاشية الدينية فخوفي على المثليات أكبر...
المثليات مضطهدات أكثر بحكم العادة العربية الإسلامية التي تجعل منهن بهائم للبيع أو شيء خبيثا نغطية بالأسود و نمنعه حتى من التنفس...
ثورة المرأة ضد هذا القمع، و إنعدام ثقتها في الرجال قد يولد عندها حالة من الثورة و الغضب الذي لا نلاحظه عند المثلي الذكر لأنه على الاقل ذكر يضاجع الذكور... و نرى أبرز مظاهر نفور النساء من الرجال هو ظاهرة "البويات"...
أكره هذه الكلمة، لكنها فقط للتعبير عن ما نسمعه من فترة عن بنات يتشبهن بالرجال في بلاد الخليج...
أنا أكيد 100% أن كثيرات منهن مثليات حقيقيات، يعني عندهن رغبة جنسية لنفس الجنس، و أكيد أن منهن من لسن مثليات، يعني جنسيا يشتهين الرجال، لكن، يشاركن في ثورة بنات الخليج ضد الرجل العربي من خلال لبس لباس الرجل لإستفزازة، التصرف كالرجل لمنافسته و إفهامه أن رجولته لا تخيفهن، و أنهن أيضا قادرات على التغلب عليه حتى في أعز ما يملك "ذكورته"...
أغضب لما أرى كل من يتحدث عن "البويات" (أعيد، كلمة أكرهها)، كلهم يتحدثون للنقد بل الشتم و السخرية... و لا يسأل أحد أولا هل هن فعلا كلهن مثليات جنسيات؟ و في الحقيقة حتى لو كن مثليات أو مش مثليات، هاذي حياتهن و هذا إختيارهن يعشن كما يردن!! عجيييبة !!
كانت هناك العديد من المدونات المثليات، إختفين كلهن تقريبا، و نلاحظ في مدوناتهن أغلبهن ما تحدثت عنه فوق من نظرة رومنسية للعلاقة تختلف تماما مع النظرة الأكثر شهوانية للمثلي الرجل ( أنا أيضا رومنسي ، لكن مش أكثر من المثليات، يا وييييلي من رومنسيه المثليات أكثر و أكثر)... و لكن في نفس الوقت رومنسيتهن مخلوطة بثورة، بالكثير من الغضب و التمرد "المشروع" على مجتمع ذكوري قاس...
إذا؟ هل من مجيب؟ أين المثليات؟؟
لكن ، نفتقد نحن المثليون الذكور للمثليات الإناث، نود لو نسمعن أكثر... نود لو نصرخ نحن أقل حتى نسمعن نحن و يسمعهن المجتمع...
إذا أنا خايف على حال المثليين الذكور في بلاد العربان بعد وصول الفاشية الدينية فخوفي على المثليات أكبر...
المثليات مضطهدات أكثر بحكم العادة العربية الإسلامية التي تجعل منهن بهائم للبيع أو شيء خبيثا نغطية بالأسود و نمنعه حتى من التنفس...
ثورة المرأة ضد هذا القمع، و إنعدام ثقتها في الرجال قد يولد عندها حالة من الثورة و الغضب الذي لا نلاحظه عند المثلي الذكر لأنه على الاقل ذكر يضاجع الذكور... و نرى أبرز مظاهر نفور النساء من الرجال هو ظاهرة "البويات"...
أكره هذه الكلمة، لكنها فقط للتعبير عن ما نسمعه من فترة عن بنات يتشبهن بالرجال في بلاد الخليج...
أنا أكيد 100% أن كثيرات منهن مثليات حقيقيات، يعني عندهن رغبة جنسية لنفس الجنس، و أكيد أن منهن من لسن مثليات، يعني جنسيا يشتهين الرجال، لكن، يشاركن في ثورة بنات الخليج ضد الرجل العربي من خلال لبس لباس الرجل لإستفزازة، التصرف كالرجل لمنافسته و إفهامه أن رجولته لا تخيفهن، و أنهن أيضا قادرات على التغلب عليه حتى في أعز ما يملك "ذكورته"...
أغضب لما أرى كل من يتحدث عن "البويات" (أعيد، كلمة أكرهها)، كلهم يتحدثون للنقد بل الشتم و السخرية... و لا يسأل أحد أولا هل هن فعلا كلهن مثليات جنسيات؟ و في الحقيقة حتى لو كن مثليات أو مش مثليات، هاذي حياتهن و هذا إختيارهن يعشن كما يردن!! عجيييبة !!
كانت هناك العديد من المدونات المثليات، إختفين كلهن تقريبا، و نلاحظ في مدوناتهن أغلبهن ما تحدثت عنه فوق من نظرة رومنسية للعلاقة تختلف تماما مع النظرة الأكثر شهوانية للمثلي الرجل ( أنا أيضا رومنسي ، لكن مش أكثر من المثليات، يا وييييلي من رومنسيه المثليات أكثر و أكثر)... و لكن في نفس الوقت رومنسيتهن مخلوطة بثورة، بالكثير من الغضب و التمرد "المشروع" على مجتمع ذكوري قاس...
إذا؟ هل من مجيب؟ أين المثليات؟؟