أيام قليلة تفصلنا عن حدث قالوا لنا أنه تاريخي...
و العادة أننا نطلق هذه العبارة على كل حدث سار سعيد نادر الحدوث...
فهل ستكون حقا تاريخية مليانة سعادة؟ أم ستكون تاريخية بمعنى أن التاريخ سيسجل حينها بداية معاناة جديدة بعد المعاناة القديمة... فنحن العرب كتب القدر لنا المعاناة...
ماذا لو فاز الإسلاميون، الفاشيون، الإرهابيون، أعداء الحرية، أحباب الظلام، كارهو السلام؟؟
ماذا لو فاز الرأسماليون، أعداء الكرامة، أحباب الأموال، كارهو المساواة؟
ماذا لو فاز منافقو الأمس، من تذلل للطاغوت القديم و نهب ثروات البلاد، و اليوم صار ثوريا مجاهدا؟
كلي خوف و قلق و أرق... و لكني واثق أنهم باختيارهم سيجنون على أنفسهم... سيجنون على أنفسهم لو إختاروا أحباب الظلام أعداء الحياة، و ما أكثر بشاعة ظلم الإسلاميين، يكرهون من ينتقدهم، يعادون من يعارضهم، يكفرون هذا و يشتمون ذاك.. يكذبون ، يتلاعبون، يكرهون ، ينقمون...ما أكثر ظلم رؤوس الأموال، تريد شراء الذمم، و قهر الفقير...
ما أكثر خوفي علينا، بالرغم أني لن أخسر الشيء الكثير، فأنا هنا في بلدي الثاني فرنسا، أنعم بحياة سعيدة.. لكن، لا اقدر أن أنسى أن هناك أهلي و ناسي و أصحابي و أمي و أبي... لا أقدر أن أنسى أن أي بلد في الشرق كان أو في الغرب يخضع للفاشية ، فهو خسارة لكل الإنسانية، لأننا تجمعنا إنسانيتنا مهما إختلفنا...
أتذكر اليوم فضاعة ما عانته الجزائر... يآآآآآآاه... من أكثر ما عرفت الإنسانية من بشاعة... في كل الدول كان هناك قتل و ذبح و حروب...
لكن تخجل البشاعة أمام هول ما فعله إسلاميو الجزائر بعقول الشباب المريضة...
في الجزائر عندما كانوا يتمنون الحرية، كان هناك من يتهجم على القرى البعيدة، يذبح بالسكين الرضع و النساء، و يحرق البيوت ... و أكثر ما قدمه بنو البشر في الجزائر، قتل الإبن لأبيه و أمه... فهل بعد هذه الفضاعة أقدر على كتابة الكلمات؟
سأنتخب حزبا تعرفت عليه وفيا لمبادئه، يؤمن كل الإيمان بالحرية، و لا شك عندي في ذلك... يدافع عن المظلوم و الفقير و يسعى لإرساء مجتمع معتدل متوازن أساسه الحرية و المساواة...
ربما أحلم... و لكن، بقي لي 5 أيام للحلم، و سأفيق من حلمي بعد الإعلان عن النتيجة، و عندها نرجع لنقطة الصفر.. نرجع للظلم و الطغيان، باسم الأديان أو بسم الأموال... نستبدل ظالما بآخر، فيكون الحدث صدقا تاريخيا، لكن التاريخ سيحزن أنه يسجل موت ثورة بعد 9 أشهر من ولادتها...
أتمنى يكون خوفي مجرد أوهام...
هناك تعليقان (2):
عزيزي (انا جاي)
كم يعجبني اهتمامك بمآسي الشعوب و قضايا الانسانية ....
وكم اخشى من وصول الاسلاميين لسدة الحكم في تونس الخضراء كما سوف يحدث في مصر التي بات المحللون السياسيون يتحدثون عنها وكأنها اصبحة فعلا (اخوانجية)...
الاسلاميون يشكلون قوة فعلا في تونس ولكنهم ليسو مقبولين بشكل جماهيري, وهذا ما يجعلني اكثر تفاؤلا بمستقبلها ولكن لا يزال هناك من بقايا النظام ممن يريدون مواصلة مشاورهم بعد الثورة وهؤلاء الذين يشكلون خوفا فعلا لانهم يملكون علاقات خارجية واموالا طائلة ...
على كل حال لا خوف على التونسيين فمن ثار على الظلم مرة يستطيع ان يثور مرة اخرى ...
(مثلي سعودي)
عزيزي مثلي سعودي..
تحياتي القلبية...
أتمنى يكون كلامك صحيح و أتمنى يتحسن حال كل بلادنا..
شكرا على تعليقك..
أتمنى نتعارف أكثر، ممكن تضيفني في الفيسبوك لو تحب... يكون لي الشرف..
إرسال تعليق