قصة حقيقية 100%
حبيت نحكيها على طريقة رواية "ذات" أو "حديث الصباح و المساء" بالرغم أنا وين و صنع الله ابراهيم و نجيب محفوظ ويييين !!
1918
ولدت الأميرة جان، بالرغم ولى عهد الأميرات في فرنسا... لكن للعائلة تاريخ يعود لعهد الملوك الفرنسيين.
كانت الحرب العالمية الأولى لم تنته بعد، و لا تذكر جان منها إلا ما رواه لها أبوها من جرائم فضيعة و أموات بالملايين...
ولدت الأميرة في زمن غير الزمن، عاشت طفولتها مع أخيها في منزل جميل في النورمندي، منطقة فرنسية معروفة بالتفاح، بالجبنه و المطر...
تعلمت جان أحسن تعليم، كانت فترة ما بين الحربين فترة إستقرار و رفاه، إذ إستفادت فرنسا من فوزها في الحرب، و استرجعت ما افتكته منها ألمانيا من أراض.
لم تعرف جان من الدنيا غير روايات عجوز القرية، أو بعض الناجين من الحروب. و كانت تنتظر كباقي فتيات ذلك الزمن، فارسها ليخطفها فوق الحصان الأبيض...
1939
تزوجت جان، هو فارس الأحلام، لكن الحرب تحول الأحلام كوابيس...
حرب أخرى، أبشع الحروب...
لم تكن جان مناظلة كبيرة، كانت تسعى أن تعيش عيشة كريمة، كانت تكره الألمان، مغتصبي أرضها... مغتصبي الحياة، أحباب النازية، لكن، ما باليد حيلة، فرنسا أعلنت إنهزامها أمام العدو، و في 1940، صارت فرنسا مجرد بلد وهمي تابع لهتلر...
لم تتوقع جان أن يكون أشد المعجبين بهتلر النازي، من حملته نفس البطن التي حملتها! أخوها...
كان من أكثر المناصرين للنازية، جرثوم يتغذى على الكذب و التشويه و البلاغات الكاذبة... كان مقتنعا بالنازية، كارها لليهود و المثليين و الشيوعيين، كان أرذل البشر...
لم يذكر ناقلو الأخبار حينها غير مأساة اليهود، و هي فعلا مأساة، و لم يعترف التاريخ بمعاناة المثليين إلا بعد عشرات السنين..
1945
إنتصر العالم على النازية، فرح قلب الفرنسية فيها، و حزن قلب الأخت...
عند الإنتصار، حان وقت القصاص، و في سكرة الفوز، كان الثأر موجعا، صار المظلوم ظالما و الجلاد ضحية...
يا ليتهم فعلو في عائلته ما فعلوه مع الكثير من النسوة اللاتي ضاجعن الألمان، حلقوا رؤوسهن و جعلوهن عبرة لمن يعتبر... لكن... هيهات...
قتلوا الأخ في مكان عام، و لم يكتفوا بذلك، أحرقوا بيته بمن فيه، زوجته و أطفاله!!! ما ذنب الأطفال؟؟
صارت منذ ذلك الوقت جان كثيرة الصمت، منطوية، قليلة الضحك، صارت منذ ذلك اليوم بئرا من الأسرار...
1948
كل العالم يتحدث عن دويلة جديدة، صنعوها لليهود المقهورين، يعيدون ترميم جراحهم...
كل العالم يتحدث عن دويلة بنوها في مكان قاحل، لا سكان فيه، في صحراء بعيدة، ستكون قريبا جنة...
لم تفهم جان المقصود، و هي تعرف أن لا حق للمقهور أن يقهر الآخرين فقط لأنه كان يوما ما مظلوما.. و هي تعرف أن في الصحراء سكان أصليون، و أن فلسطين، ليست صحراء...
لكن، كيف لها و لأمثالها أن ينطقوا بكلمة، بعد المجازر الفاشية، تلك المحرقة الكبيرة التي تقشعر لها الأبدان...
كالعادة، اكتفت جان بالصمت و التأمل، و ما يقدر مخلوق ضعيف مثلها أن يفعل؟
صارت جان أما ل 6 أولاد، و هي التي كانت تتمنى لو أنجبت بنتا...
1968
الثورة الجنسية و الثقافية، ما دخل جان الأميرة بها؟ لا هي تريد أن تتعرى و لا هي تريد أن تتخلى عن مبادئها القديمة!
لا هي تريد أن يمارس الرجال الجنس مع الرجال و لا النساء مع النساء...
هي مرأة تقليدية، موظفة عادية، تحمل سر خيانة أخيها لبلده في قلبها، و حبها لزوجها و أبناءها هو سر سعادتها...
لكن، بالرغم من فكرها التقليدي، هي لا تحب الأديان، تعرف جان أن الدين أفيون لعين، أو ربما لم تجد حين إحتاجت للإلاه إلا الفراغ، و صراخ أبناء أخيها تلتهمهم النيران...
1980
يمر الوقت بسرعة، صارت جان جدة للعديد من الأحفاد، و هاهي نتتظر حفيدا جديدا...
و الفرحة فرحتان هذه المرة، فقريبا قد يحكم فرنسا اليساري المعروف فرنسوا ميتيران... فرنسا التي لم يحكمها غير اليمينيين منذ سنين...
عجيب أمر جان، لا هي تشارك في ثورة 1968، و لا هي من المدافعات عن التحرر الجنسي، و لكن هي في نفس الوقت تكفر بالأديان، و تريد لرئيس يساري الفوز في الإنتخابات!
هي في الحقيقة تريد من اليساري أن يحمي الفقير، أن يدافع عن العمال، أن يحفظ حق النساء، ذلك سبب مساندتها لليساريين... و هي على حق!
صار ميتيران رئيسا و صار للأميرة جان حفيد آخر، شعره أصفر مائل للحمره، عيونه زرقاء كعيونها، أحبته جان من أول نظرة، بالرغم أنه لم يكن أول أحفادها... لكن، كان فيه حاجة مميزة شدتها ليه!
أكيد عرفتو من هو!!! ههههه
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق