السبت، 10 مارس 2012

سيدتي


هذا المقال تعبني برشا، كتبته متقطع لأني كنت متأثر برشا...


كنت صغيرا، تافها جاهلا، ضائعا...
كنت مريضا محتارا منهارا...

بنيت لي و أنا في السابعة عشر من عمري (منذ أكثر من 9 سنين، وآآآآو الوقت يمر بسرعة كبيييره) حصنا من ورق... و أنا الذي كنت أظنه حصنا حصينا من الإسمنت المسلح..
حصنا سميته الدين، و كنت أحلم أن يمنعني حصني أن أحب و أشتهي و أتمنى لمسة رجل، همسة رجل، قبلة رجل...

يا ليتني عذبت نفسي فحسب، يا ليتني حرمت نفسي فحسب، قتلت رغبتي و ذاتي بيدي فحسب...
كنت أنا أول ضحاياي، و ثانيهما كانت الأنثى الرقيقة النقية، الحلوة العذبة ، أختي...

قليلا ما أبكي، و كلما ذكرت أختي أبكي...

كانت قبل أن أغرق في وحل الدين أعزا أصحابي، أقرب الناس لي.. كانت أنا في جسد أنثى، كنت هي في جسد ذكر...

و لما شاء قدري المظلم أن أضع رحلي في سواد الدين و جهله و تخلفه... صارت أختي فجأة ألد أعداءي...

صارت أختي كما يريد ديني، ما لم تلتزم بتعاليم ديني، صارت عورة، مجرد عورة...

صارت سبب مثليتي، فأنا كنت أظن كالغبي أني من كثر حبي لها، و تعلقي بها، أصابتني عدوى الأنوثة فصرت أنا أيضا أحب الأولاد...


لن أنسى يوما تخاصمنا فيه، لأنها فقط وضعت أحمر شفاياف على شفايافها إلي أصلا مش محتاجين من كثر حلاوتهم و حمرتهم.. كان عمرها 15 سنة، مراهقة كباقي بنات جيلها...
إستفاق فجأة الرجل العربي في نفسي، ذلك المتغطرس، المتعجرف، ذلك المعقد الجاهل الحاقد المريض...

رفعت يدي، و قلت بأعلى صوتي "بسم الله"... صفعتها على وجهها، ثم ضربتها ، مزقت شعرها...
وقعت على الأرض، فلم يحن قلبي، لم أعطف، لم أرحم لم أشفق... فأنا كنت أضرب باسم الله...
أنا كنت حينها أطبق حكم الله، دين الله.. هي سافرة لا تضع الحجاب، و متبرجة تزين شفتيها بأحمر شفاه...

لما كنت أضربها، كنت في الحقيقة أضرب طفولتي، أسترجع رجولتي...
كنت أبدل ذلك الحب بيننا لكره و استعلاء و تكبر... فالرجل لا يستوي مع المرأة، الرجل قوام عليها، له عليها فضل، ضربها ليس إلا مكرمة و تشريفا...


فهمتم لم أنا اليوم أخجل؟؟
كم أتمنى لو يرجع الوقت قليلا إلى الوراء، فأقطع يدي قبل أن أضرب قرة عيني، الأنثى الوحيدة في حياتي، أكثر من أحب من نساء الدنيا...

اليوم أعرف أنها سامحتني، أرجو أنها سامحتني...
فمنذ أن إستفقت من وهمي و نزعت عني العمامة و حلقت اللحية، و أنا أطلب منها السماح...
و هي الطيبة الكريمة تواسيني بقبلاتها و لمساتها و بسماتها...

و لست فقط أطلب أن تسامحني أني يوما ضربتها، فالوجع الجسدي سهل نسيانه، يبقى بعدها الوجع النفسي...
يبقى الوجع لما تجعل أختك تحس أنها عورة تعصي ربك، و أن مصيرها جهنم إذا لم تلتزم بوضع الحجاب...
الوجع لما تفهم أختك أنها ناقصة عقلا و دين مصداقا لوقل النبي، و أن ضربها ذكره ربك في قرآنه...
المصيبة لما تمنعها أن تكلم صديقا أو تحبا عشيقا، لأن عندك الحب حرام ...


حادثه هزت تونس، سلفي كلب حقير إعتدى على هذه الطالبة الحرة لأنها منعته أن ينزل علم تونس و يرفع علم أسود كسواد قلبه...


في يوم المرأة، لكل مرأة عربية مني تحية...

لكل مر
أة قبلة على الخد و الجبين و اليد...

لكل مرأة ثارت ضد العبودية، نادت بالحرية، للمرأة التونسية و السعودية...

سيدتي، لست عورة، لست غشاء بكارة، سحقا له من غشاء تزهق من أجله الأرواح..
لست أمي مترا من قماش فوق رأسك ، سحقا له من قماش يغطي الرؤوس كما العقول..
نصيبك أختي كنصيب الذكور مناصفة في الميراث لا نقص فيه...
لا أحد قوام عليك سوى عقلك و نفسك و ذاتك و رأيك الحر المستقل عن طغيان ذكور آل عربان...


تقولون أحلم؟؟؟ نعم، للأسف... أحلم...

هناك 5 تعليقات:

just freedom freedom يقول...

لماذا قد اشتمك او اسبك*_*
بالعكس وانا اقراء كلامك تمنيت لو انك انت اخوي
واركض لك واحضنك
اللي مثلك يراجع نفسه ويتراجع عن اخطاءه ويندم عليها ويتحول الى ملاك بصورة بشر
هذا مابــ نسبه ولانشتمه

البلوى والمصيبه اولئك اللذين مايزالون متمسكين بمعتقداتهم ويحذافيرها ولن يتزحزحوا عنها ولاقيد انمله!

وحتى لو تزحزحزا عن معتقداتهم الدينيه تبقى موروثاتهم الشعبيه بعقولهم تحتقر المرأه

مالذي يحصل في تونس ياصديق؟
اذكر قبل ثلاث سنوات تقريبا كتبت انا مقال في مدونتي القديمه
قلت فيه اني اذا خيرت ان اختار دولة عربيه اعيش فيها
فأني لن اختار الا تونس
تونس رمز لتحرر المرأه العربيه

هذا ماكنت خائفه انا منه
عندما بدأت ثورات العرب
لقد كنت خائفه من امثال الحمار الوحشي الذي يعتدي على طالبة صغيره فقط ليعلق علمه الاسود كسواد عقله!
هذا مايخيف وهذا مايبكي.

ابتسم ياعزيزي
فالحياه اقصر من ان نمضيها ونحن نحترق بالامنا

^_^

ياحظ اختك فيك

just freedom freedom يقول...

اقولك سر
انا ايضا عندما كنت طفله
كان اخوي الكبير هو صديقي
ماتتصور كيف كنا اصحاب وقراب من بعض كثير
كنت احبه كثير
وكان هو مايفرح ولا يتهناء باللعب الا لما يشاركني معاه

كنا نمشي للمدرسه مع بعض
ولما يوصلني لمدرستي ويتاكد اني دخلت يكمل طريقه لمدرسته
ولما نطلع كان يوقف ينتظرني عند الباب
ثلاث ارباع وقتي كنت اقضيه معاه
حتى بالاستذكار لما ماافهم شي هو كان يشرح لي ويفهمني
كان كثير قريب منه
لكن لما كبرنا هو تغير
صار يشوفني عوره ويشوفني سليطة لسان
ولساني يبيله قص مثل مايقول
صار يراقبني ويراقب تحركاتي
وكأنه مسئول عني
وصار يتحكم بكل صغيره وكبيره
لاتلبسين هذا لاتطلعين لاتروحين تغطي غطي عيونك
ماتطلعين من البيت واني لابسه كذا
لاتمشين جنبي ماابي احد يدري انك اختي!!!!!!!!

ولاني مش من النوع اللي يسكت ويقول امر وان شاء الله
كنت ارد عليه
وبالاخير يمد يده علي
وهذا اللي خلاني مااحبه
واذا قلت مااحبه
هذا لايعني اني اكرهه
عدم وجود الحب ليس بالضروره وجود الكره بدالا عنه

الدين والمجتمع قتل اجمل علاقه بين اخ واخته
للاسف

gay-ana يقول...

مجنونتي...
طمنتيني، أنا قلت هاذي تشبع فيا شتايم ههههه

شفتي يا عزيزتي، نساء تونس للأسف في خطر.. لكني عندي ثقة فيهن، هاذي البنت واجهت السلفي المتخلف وحدها، و كان الذكور تحت يتفرجو فيها... مازال شوي أمل، أتمنى يبقى لأن بدون شوي الأمل، حياتنا ما تسوى...

تعرفي، أنا فرحان إني تمكنت من الخروج من فخ التطرف الديني إلي كنت فيه، و لكني اليوم أرى الكثيييرين يقعون في الفخ و هم مش دريانين، و أنا أكثر واحد عارف كم هو خبيث هذا المرض، لأنه يجعلك تحس براحة نفسية و إنك إنت أحسن إنسان في العالم لأنك محافظ على الدين، و لكن في الحققية هي خدعة كبيييرة، لكن الإنسان إلي يكون داخل الفخ صععععب انه يفهم...

قبل شوي، كنت في الشارع، حبيبي قبلني على فمي قبلة خفيفة قدام كل العالم إلي أصلا لم ينتبهوا .. و بعدها إكتشفت إني فعلا محظوظ... و لازم نستغل الفرصة و نتمتع بحياتي و ننقص شوي شيلان هم العالم العربي بذكوره و إناثه :)

غير معرف يقول...

salem sadi9i hamdoulah ennek rja3t tekteb fel modawna wa7echni kalemek w ma9aletek
3ejbetni jomltek كانت أنا في جسد أنثى، كنت هي في جسد ذكر...

a9rab enessi ila 9albi hiya o5ti aydhan waleken la a3rif metha satakoun radato fi3liha law 3arifat methliyati
j'espere enha mate7komch 3liya b3a9liyet bani 3erben ma ti7ech fi fa5 ta3asob dini
salem

Unknown يقول...

انا مريت في نفس المرحله بعد. بس خواتي كانو كللهم اكبر مني فا ما كنت اقدر اتحكم او اقوللهم شي بس كنت اعللق واقول تغطو. انا اتوقع لولا تعزيز ابوي لنفسيه بناته كان كنا كا اي عايله سعوديه.