الأربعاء، 24 أبريل 2013

بوسة ثائر 1




كان يا مكان، في سالف العصر و الزمان، رجل وسيم، رشيق، أنيق، مثقف، حبوب، ألف من يتمناه، إسمه "أنا جاي". هو مش إسمه الحقيقي، بالضبط مثل سوبر مان و باتمان، يخفون أسماءهم حتى لا يتعرف عليهم المعجبون و المعجبات ههههه... متواضع ههه...
هذا الرجل، و الذي هو بلا فخر، أنا... يعيش في بلد الفرنجة، مع إلي أمه داعيه له، و حماته بتحبه، و إبن محظوظة، الفرنسي المتعجرف (إسم مستعار أيضا ههه) و يربطهم عقد رسمي إسمه "باكس"، يشبه الزواج و ما هو بالزواج، لأنه لا يعطي الحق في تبني الأطفال و بعض الأمور الأخرى.

في بلد الفرنجة منذ أشهر، حملة فاشية لا نظير لها ضد حق المثليين في الزواج و التبني... أينعت رؤوس الفاشية مع بداية الحديث عن قانون جديد يجعل المثلي يتساوى مع غيره في الحقوق كما الواجبات. بالرغم أن القانون لا يأخذ منهم شيئا، لا يحرمهم من حقوقهم، لا يحرمهم من أبناءهم، لا يمنعهم من الزواج ممن يريدون، و إنجاب ما يريدون، إلا أنا الفاشيين و تعريفهم الآخر "أغبياء مرضى" من كل الديانات ليسو إلا نعاجا يقودهم المتطرفون الدينيون المسيحيون خاصة في حملتهم ضد حقوق الإنسان و ضد كل ما من شأنه أن يحقّر من سطوة دينهم على الحياة العامة للبشر.


خرجوا من جحورهم، تحالفوا من إخوانهم في الغباء و التطرف، اليهود و المسلمين، حتى يعبروا عن حقدهم و كرههم للحياة، و يظهر للعالم وجههم الحقيقي، مليانا بالخبث و الكره و العنف، و كلاعادة، في كل شيء مختلفون، و فقط، على كرهنا نحن، يجتمع الفاشيون من كل الديانات...

كنت في الأول مندهشا من ردة فعلهم، أين كانوا حين إغتصب آلاف رجال الدين المسيح الآلاف من الأطفال في الكنائس؟ أين كانوا و في فرنسا منذ 1970 قانون يعطي الحق للرجل أو المرأة في التبني إذا كان أعزبا، فحجتهم أن لا بد للطفل من ذكر و أنثى في حياته و ليست تلك إلا حجة يخفون وراءها كرههم للمثليين...

كنت مندهشا لأن القانون لا يحرمهم من شيء، لا يهمهم في شيء، القانون سيحمي الآلاف من الأطفال و الآلاف من الآباء و الأمهات المثليين، فقط لا غير... أكثر من 40 ألف طفل يعيشون مع 2 أب و 2 أم، هذه حقيقة، و كان لا بد من حمايتهم في حال مثلا وفاة أحد الأبيون أو فراق أحد الأمين... لكن، الفاشي كاذب، يظهر الرحمة و باطنه الحقد و السواد.

قلت في نفسي، عادي، نحن في بلد حق الإنسان في التعبير عن رأيه، لهم حقهم في التظاهر، ثم سيمر السانون على مجلس النواب، ثم مجلس المستشارين و عندها تختار الأغلبية كما هو الحال في كل الديمقراطيات... لكن، صبري نفذ، و إنتظاري طال، مرّ القانون في مجلس النواب، فخرجوا يتظاهرون... مر القانون في مجلس المستشارين، فخرجوا يتظاهرون، رجع القانون لقراءة ثانية في مجلس النواب، فخرجوا يتظاهرون، و كل يوم يزداد حقدهم، و كل يوم يزداد شتمهم، ضربهم، إعتداءهم، كل يوم نختنق برائحة الكره و العنصرية...

صورة أستاذ تم الإعتداء عليه فقط لأنه كان يرافق حبيبه في الشارع

في صباح يوم ماطر، خرجت للعمل، و عند مدخل محطة القطار، رأيتهم، سماهم على وجوههم، يدعون التقوى و الورع، و هم أخبث من الثعالب... يوزعون أوراقا تدعو للتظاهر، يوزعون السموم...
نقودهم كثيرة، فهم مدعومون من أحزاب اليمين، من الفاتيكان، قطارات و حافلات في خدمتهم، ملايين من اليورو دفعوها في حملتهم على الكره، أليس مسيحهم و محمدهم يدعو لإعانة الفقير؟
ذلك ما أردت قوله لهم، لكني كت على عجلة من أمري، و لا صبر لي كي أتناقش مع من لا بصيرة له و لا عقل...
رآني أحدهم من بعيد، فتوجه نحوي مبتسما و أعطاني الورقة...


من دون أن أشعر، من دون أن أقصد، وقفت أمامه، كنت أطول منه، و أعظم منه حجما و عقلا... نظرت له بازدراء، فتعجب، من دون كلمة، مزقت ورقته ألف قطعة، من دون كلمة، رميتها على وجهه كأني أرمي القمامة على مرأى من كل المارة...
نظر إلي مندهشا، و بدأ بالكلام، لم أسمع كلامه، توجهت نحو القطار لكنه بدأ يصرخ، كان يدعوني أن أرجع كي نتناقش ثم لما فهم أن لا نقاش بيني و بينه، صار يصيح بأعلى صوته "سنكون بالملايين، سنكون كثيرين في المظاهرة، سوف ترى" !
جن جنوني، لكن، كان لا بد لي أن أركب القطار...


بعد يومين، كنت في محطة أخرى، في قلب باريس، من دون سابق إنذار، توجهت نحوي شابة في أواخر العشرينات، جميلة، رقيقة، تحمل في يدها أوراقا لم أفهم ما فيها لأننا كنا في وقت متأخر من المساء...
نظرت لي و قالت :"كن في الموعد للتظاهر ضد حق المثليين في الزواج"...
كانت الصدمة، لأني لم أكن أنتظر منها هذا !! توقفت، و تلذذت و أنا أمزق الورقة ضاحكا، لم أرمها على وجهها لكني قلت لها "و لا حتى في أحلامك يا غبية" كانت مصدوووومة من كلامي، نظرت لي بنظرات مليانة غباء فأكدت لي أنها فعلا غبية، و لكنها لم تنطق كلمة، فتركتها و مضيت في حال سبيلي و الدم يغلي في عروقي...

حكيت مغامراتي لحبيبي، فكان معجبا بي، و قال لي أنه يتمنى لو يفعل نفس الشيء و أكثر... .لأن مجرد تمزيق ورقة، بالرغم أني حسيت إني ولا شيغيفارا، إلا أنها حكاية بسيطه...

قلت له، عندي فكرة، جهنمية، و لا بد أن ننفذها..
يتبع...


هناك 3 تعليقات:

just freedom freedom يقول...

حتى عند الغرب هناك تطرف فضيع

قرات قبل فتره تقرير يوضح ان الغربيين قد يكونون اكثر شراسه من العرب والمسلمين اذا تطرفوا

بل انه ذكر في التقرير ان الغرب متجه للتطرف اكثر فأكثر
وذلك مخيف
اذا ان منارة الحريه بدأت تتطرف
!!!

اففففففف
اكرررره اللذين يعتقدون انه من حقهم التدخل في حياة البشر وفرض حكمهم عليهم
اكرررررهم
ليتني اقدر احذفهم لكوكب ثاني

gay-ana يقول...

معقوول!
المجنونة عندنا!! يا مرحبا يا مرحبا!!
فعلا، كلهم معجونين من نفس الطينة!!

Leb'guy يقول...

Ravis que tu reprennes l'écriture, j'aime bien tes histoires et surtout celle-là.
;)

Félicitations pour nous tous