الأربعاء، 17 مارس 2010

شوي سياسة:



القضية الفلسطينية كانت و مازالت من أهم القضايا التي تفرق العالم بأسره... قضية شائكة جدا.. بالنسبه لنا نحن العرب، القضية واضحه، فيها ظالم و مظلوم، لأننا على علم بأصل الحكاية.. لكن المشكلة في الغرب، أعمى أصم و أبكم...

الصراحه، خلال سنوات إقامتي هنا، تعرفت على أشياء كثيرة، تزعجني و تغضبني كتيييييير ... و أهمها إني أسمع واحد عربي يدافع عن إسرائيل ... أحس النار تولع بصدري ...يا إبن الكلب، إنت عربي و تدافع عن إسرائيل، و هي لو بإيدها تقتل كل مسلم و عربي على وجه الأرض...
المشكلة إن الإعلام تمكن من تزوير الحقائق و اللعب بعواطف الناس... مثلا، العرب المسيحيون، أغلبهم بالطبع ضد إسرائيل، لأن المسيحيين في فلسطين مضطهدين مثل المسلمين... لكن، مؤسف إن بعض العرب المسيحيين أو العرب إلي يسمي نفسه "ملحد" ... مؤسف إن بسبب كرههم للإسلام يصيرون يحبون إسرائيل على أساس هي ضد الإسلام، و على أساس في إسرائيل هناك ديموقراطية و حقوق إنسان (أكيد الإنسان لازم يكون يهودي إبن يهوديه حتى يكون عنده حقوق)... أغضب كتييييير منهم...
مرة، واحد تونسي لما صارت حرب غزة، كان كل الفرنسيين يشوفون إنها مجرد رد الصهاينه على حماس، لأن حماس الشريرة تبعث قنابل على اليهود المساكين... أنا شخصيا، ما أحب حماس، و السبب معروف أظن... لكن، في حرب غزة ، لم يكن هناك مجال لإنتقاد حماس... بالعكس، لأن أصلا الحرب كانت ضد ناس مساكين ، ضد أطفال لا يعرفو لا حماس و لا فتح ...
التونسي يخرب بيته، كان زي ما يكون محرج من إن حماس تبعث قنابل (أنا أسميها مفرقعات لأنها و لا شي أمام قنابل الصهاينه) ... فكان التونسي يقول (مثل ما كانت تقول حكومة مصر ) إن ما كان لازم إن حماس تبعث قنابل، بل كان يقول إنهم يستاهلون .... أنا لو لقيت أقتله، ما كنت ترددت ...

في فرنسا، إكتشفت إن الصهاينه عندهم نفوذ أكبر مما كنت أتصور... ما أحب إلي يقولون إنهم عاملين خطة للتحكم في العالم إلخ إلخ ... أنا أقول إنهم تمكنوا من التحكم في الإعلام و في المجتمع من خلال المتاجرة بمحرقة هتلر المشهورة...
هتلر قتل آلاف المثليين بالضبط مثل اليهود، و قتل المعاقين و قتل الغجر و قتل الروس و كل من كان يعارض سياسته...
كل سنة ، يحيي الفرنسيون ذكرى الحرب العالمية، و يجتمع الناس حتى يحيوا ذكرى اليهود المحروقين... من كم سنة، صار ينضم إليهم المثليون إلي يحيوا ذكرى المثليين المحروقين و الغجر أيضا... لكن، تفاجأت إن اليهود كانوا زعلانيييين لأن هم حابين يكونون الوحيدين في موقع الضحية، و إن المحرقه لم تكن إلا لليهود فقط... تعجبت من ردة فعلهم، لم يتركوا المثليين يحطوا الأزهار في مكان الذكرى و حتى المثليين إلي تمكنوا من وضع الأزهار، تفاجأوا في الغد إن اليهود أزالوها من المكان !!

هناك بعض اليهود الشرفاء في فرنسا إلي ممكن لهم ينتقدوا إسرائيل من دون أن يتهمهم العالم كله إنهم يكرهوا اليهود ، لأن هم أصلا يهود... لكن ، ممنوعين من التلفزيون، و يقول عنهم اليهود إنهم عندهم مرض "كره الذات" و ذلك لأنهم يكرهون إسرائيل، و هم على فكرة ما يكرهون إسرائيل، هم فقط ينتقدون إسرائيل...

كنت تحدثت عن مشكلتي مع حبيبي بسبب موقفه من القضية، و إنه هو أيضا مضحوك عليه المسكين، و إنه ما يتجرأ يقول كلمة وحده في حق الصهاينه، لأنه من لما كان صغير ، تعلم إن اليهود مساكين و ممنوع نشتمهم أو نقول عنهم أي كلمة لأن هتلر حرقهم...

كاد يكون الإنفصال بيني و بينه... من فترة، بدأت صورة الصهاينه الحقيقه تبان، لكن، الإعلام قلييييل يحكي عن عمايلهم السودا.. لكن، مرات نسمع كلمة كده أو كده... أشوف الإستياء في عيون حبيبي، و أحسه حابب يغير التلفزيون من كثر ما هو مزعوج ..خخخخخخخخخخ مسكين، مضحوك عليه ...

طلع فيلم من أسبوعين، كالعادة، فيلم يتحدث عن اليهود إلي تم حرقهم على إيد هتلر... كالعادة، إعلانات ليل و نهار في التلفزيون، برامج و ملفات... و شهادات حية... و ناس تبكي و ناس تشكي ... كالعادة أبطال الفيلم و المخرجه يهود، و كالعادة كل الناس إنضحك عليها... و كالعادة، أول واحد يقول كلمه عن الصهاينة، يقولو عنه إنه يكره اليهود إنه لازم يشوف الفيلم حتى يتعرف على مأساة اليهود... و الحلقة المفرغه كالعادة...

أنا على فكرة، أوضح إني ما أكره اليهود لأنهم يهود... تونس فيها يهود مثلا، و دايما أتحدث عن صديقي إلي أمه يهودية.... و أنا أصلا عندي جذور يهودية في عائلتي... لكن، أكره حالة الغفلة إلي يعيشها الغرب...
أنا لا أنكر المحرقه، لأنها واقع، لكن المحرقه كانت للمثليين و الغجر و الروس و المعاقين مثل ما قلت، ليس فقط اليهود..
المشكل إن كلامي هذا سيقرأه ناس عرب هم أصلا على علم بكلامي، لكن، لو مثلا كنت كاتب هذا الكلام بالفرنسي، أؤكد إنه قد يتم حجب مدونتي من فرنسا.. و لو حبيبي يقرأ هذا الكلام، أنا أكيد إنه حتصير بيننا خناقه كبييييره...

شكرا للجميع على المتابعه...