الاثنين، 9 يونيو 2014

مع ضيفي (1)



متأخرا كعادتي وصلت للمطار أستقبل ضيفي... و لما رأيته هناك واقفا عرفت أنه ليس كباقي الضيوف.
الأرواح جنود مُجنّدََة، ما تعارف منها إئتلف و ما تناكر منها إختلف... معه روحي إئتلفت و به إستأنست.ا

بدأت مغامراتي مع ضيفي مساء الجمعة، حيث حملتنا أقدامنا لحي المثليين نكتشف هذا العالم الذي مهما زرته أبقى فيه غريبا فهو لا يشبهني و أنا لا أشبهه.
من مقهى لمقهى، من حانة لحانة، تلتهمنا العيون و الألسن...
كان ضيفي أصغرهم، عشرون ربيعا يريد أولئك المثليون من كل لون و بلد أن يكونوا أول القاطفين.
كنت أريد له أن يستمتع و كنت خائفا عليه من هذا العالم القاسي بالرغم أن ظاهره رحمة.
رقصنا كالمجانين، تحرش بنا الكثيرون... جُنَّ جنون مثليي باريس لرؤية العربي الأسمر الشاب عندهم... فكانوا يرشقونه بنظراتهم و إبتساماتهم... كنت أراه يبتسم لهذا و يعرض عن ذاك...
لا أدر لماذا ظن الكثيرون ليلتها أني لبناني الجنسية... يمكن لحيتي أو لون عيوني... و هذا لي شرف أن يظن الناس أني لبناني خصوصا أن لبنان معروفة بالمزززززززززززززز  هههههههه



لا أنكر أني يغلبني طبعي الإنزوائي مرات كثيرة... أحب الوحدة و أكره الصخب...
أخاف من عالم المثليين في باريس، لا أدر هل أنا مخطئ أم محق... لكني صدقا أخشاه لأنه عالم قائم على المظاهر. قد أكون معقدا لأن شكلي لا ينطبق على قوانين ذلك الحي، حيث أحسن ماركات اللباس، و أحلى الأجسام الرياضية... قد أكون أيضا كبرت و وهن عظمي و لا مكان لي وسط الزحام خصوصا أني رجل مرتبط و علاقتي كلاسيكية قائمة على الوفاء.

عن أي وفاء أتحدث!!؟؟؟؟ و أنا قد إنتهى بي الأمر ليلتها في مكان لم أكن أتصور في كوابيسي أن أراه...

بعد أن إنتقلنا بين حانات المثليين الباريسية، وصلنا لمكان معروف جدا في كل ساعة رجل يأخذ شاور أمام العلن...
لم تكن تلك أول مرة لي فيه، لكني لم يفارقني الإحساس بالذنب، خصوصا أن حبيبي لم يكن معنا...
بعد الشاور، أراد ضيفي الذهاب لحانة جديدة، عند الساعة 2 و نص الصبح...


أنا لست خبيرا بالأماكن المثلية في ذلك الحي، فكنت أكتشفه أيضا مع ضيفي...
وقفنا أمام باب حانة... لا تفهم لما تقف أمامها هل هي مغلقة أم مفتوحة...
مكتوب على الباب "ممنوع على الأقل من 18 سنة" و مكتوب أيضا "للرجال فقط"...
لم أتخيل أبدا أن المقصود بهذه العبارات...
و فجأة، يمر أمامنا رجل، يضغط على الجرس، و إذا بالباب يفتح...
دخل الرجل، و دخلنا وراءه...
ظلام دامس... شاشة تعرض فيلم بورن! صور جنسية على الحائط... النادل عار الصدر يرمقنا بنظرات تعجب...
أين أنا؟ ماذا أفعل هنا؟؟
من قوانين المكان أن من يدخله لا بدله أن يشرب شيئا... شربت و شرب ضيفي...
لا أحد في هذا المكان غيرنا؟ أين ذهب الزبائن؟
رأينا من بعيد درجا ينزل حيث لا نعلم... نزلنا الدرج...
رائحة عجيبة غريبة... حرارة مرتفعة... و رجال... رجال... رجال...
هذا يمص ذاك... و هذا يجامع ذاك... هذا يتفرج على ذاك و هذا يلامس ذاك...
كانت أول ردة فعلي أني ضحكت و ضحك ضيفي...
كان الرجال هناك كبارا نوعا ما في السن، في أواخر الثلاثينات و الأربعينات... بل إن منهم من كان عمره أكيد أكثر من ستين سنة...
سألت ضيفي، ماذا يريد أن يفعل؟ ضحك ضيفي و قال لي :"......."

يتبع...

ليست هناك تعليقات: