الأربعاء، 24 يونيو 2015

هكذا صرت ملحدا 2




نطفئ النور، نقترب من بعض.
أضع رأسي فوق صدره.
صدر عريض يحتويني، فيه شعيرات صفراء تداعب خدي.
أسمع دقات قلبه و أتمنى الموت.
نعم، مرات كثيرة تمنيت الموت و أنا على تلك الحالة، أحلى خاتمة هي التي تكون على صدر المحبوب.
أحس و أنا رأسي على صدره أني ملكت الكون و فهمت معنى الوجود. أني لن أعيش أحلى من تلك اللحظة، أني دخلت الجنة. لماذا العيش إذن؟

كنت أقرأ و أسمع عن قصص الحب و الغرام، فأستهزئ بها، مجرد مبالغات واهية!
و اليوم أنا من يستهزئ بي القارئ يقول: كفر الرجل، جن الرجل !!
لست أبالغ، و هل يبالغ العبد في حب ربه ؟

لكني أسأل نفسي: إلى متى أمارس طقوسي عند معبد حبه؟ هل أكفر به كما كفرت بإلاه المسلمين قبله؟
إلى متى أبكي على أطلاله؟ إلى متى أرثيه؟
لا أجد الجواب، و يا ليت الأمر بيدي!
إمتلكني كأني شيء إشتراه.
لا أقدر سوى أن أنام و أصحو على ذكراه!

ذكرى أول مرة مسك بيدي و قَبّل عنقي و قال لي لا تخف، لن أوجعك.
و لم يوجعني، بل كان ولوجه بداخلي بلسم يشفيني. كان منيه غذاء لجسدي.

ذكرى أول مرة إمتلكته أنا، كالرجل يمتلك أنثاه. و كان هو أول و آخر من امتلكت، أول و آخر من سقيت برجولتي.

ذكرى أول مرة وطأت قدمي معه حانة صاخبة، كنت خائفا مرتعشا و كان وجوده معي يحميني و يحرسني.

ذكرى أول مرة وطأت قدمي معه المسرح و الأوبرا و السينما و المتاحف و القصور و كل ما هو حلو في الحياة.

ذكرى أول خصام، و ما أحلى اللقاء بعد الخصام و خصامنا كان لا يدوم أكثر من بضع دقائق.

و ما كان جزاء الإحسان إلا النكران و الخيانة!
كما فعل إلاه المسلمين فعل إلاه الحب.
إلاه امسلمين صنع البشر فكان الجياع أكثر من الشباع، و الفقراء أكثر من الأغنياء، و الأموات أكثر من الأحياء... خذلني إلاه المسلمين و لم أحزن و لم أءسف عليه. لكن إلاه الحب خيانته أعظم و أسفي عليه أكبر.
أسفي على من لمست شفتاه غيري أنا، و كشف جسمه لغيري أنا، و مارس الخطيئة مع غيري أنا؟
لم تكن منه مجرد غلطة أو نزوة عابرة، هو خطط للخيانة، بل إنها صارت له عادة.
جرحني و مازال جرحي داميا موجعا، و مازلت أنا العبد الضعيف أترجى إلاهي أن يعود لي...

يتبع...

ليست هناك تعليقات: