الثلاثاء، 23 يونيو 2015

عيون دامعة



أنا لزميلي : "مبروك زواجك، أتمنى تكون كل حياتك سعادة و فرحة ! "
قلتها و في صوتي غصة. قلتها و لست فعلا مقتنعا بها. قلتها و كلي حسد و غضب. لماذا تكون حياته سعيدة و حياتي ألم و حزن؟

كان جوابه: "شكرا، العاقبة لك ! "
يشكرني أني قدمت له تهاني الكاذبة اللا قلبية. يشكرني و يتمنى لي الزواج أنا أيضا من حبيب العمر؟

قلت له " لا اظن ذلك"... و ضحكت...

قال لي: " لماذا هذا الكلام! مادام الزواج المثلي مباحا في فرنسا، و مادام حبيبك موافقا على الزواج، فلماذا لا تتزوجان!"

لم يكن يعرف البائس أن لم يعد لي حبيب...
لم أنطق بكلمة، و إذا بزميل آخر على علم بالحكاية يقول لي " أخبره بالحقيقة، لا داعي لإخفاءها!"
فقلت للعريس الجديد : "لم يعد لي حيبيب، كل شيء إنتهى !"
فاجأني رده : "فعلا؟؟؟ لم أكن أتخيل أن تنتهي علاقتكما! أنتما تبدوان لي متحابان فعلا حبا كبيرا !!! لكن، قل لي، لماذا لا تبدو عليك علامات الحزن و الألم ؟"

يا له من زميل بائس... ألا يكفيه حزنا أني لا آكل و لا أشرب، أني لا أضحك و لا ألعب. أني لا أعيش؟؟ ألا يكفيه حزنا أني لا أشتغل و لا أدرس...
ثم يضيف : "أنت ما أن إشتريت شقتك الجديدة حتى تركته!!! لم تعد تحتاج إليه !"

يا له من زميل بائس! هل تغنيني الشقة عن هواءي الذي أتنفس و ماءي الذي أشرب؟ هل يعوضني مال الدنيا عن حبيبي الخائن؟

في هذه الحادثة عبر كثيرة:
أولها أني في بلد يقدر الناس أن يتمنوا فيه للمثليين بالزواج!!!!!!!!

ثانيها أني في بلد تقدر أن تخبر فيه كل زملائك في العمل أنك مثلي، رجالا و نساء مغايرين و مثليين دون أن تخشى على حياتك أو شغلك أو منصبك أو نظرة الناس إليك.

ثالثها أني لا تظهر علي فعلا علامات الحزن، لأني ألبس قناعا حين خروجي من البيت، ثم عند رجوعي و إغلاق الباب علي، أنزع قناع الإنسان العادي و إذا تحته وجه هرم، عيون دامعة...

إنتهى.

ليست هناك تعليقات: