الأربعاء، 16 يونيو 2010

كان يا مكان الحرية - 2 -

في أواخر السبعينات، عرف العالم كله أوج فترة "الفساد" هههههههه
كثر العري، إنتشرت المخدرات، فقد الشباب الغربي بعد أزمة النفط الكثير من معتقداته و إيمانه في قيمة العمل، و المجتمع، و الحالة الإجتماعية ... ظهرت "الجاليات" التي كون كل واحد منها مجمتعا يراه مثاليا كان طريقا للهروب من نموذج مجتمع تدهورت أحواله و إهتزت أعمدته.في ظل تلك الظروف، ظهر المثليون، في البداية كجالية من الجاليات، مجموعات صغيرة تمارس الجنس المثلي، و كان أغلبها رجال مثليون...
أكيد، فيلم هارفي ميلك الذي شهد صدى واسع يعبر عن تلك الفترة تعبيرا جيدا...و شخصية هارفي ميلك ليست شخصية نادرة في أمريكا، لأن الكثيرين تمتعوا حينها بشجاعته و أرادوا الحصول على حقوقهم المشروعة!!!ما لا يفهمه "الشيوخ" من أمثال "..." ههههه هو أن المطابة لم تكن مطالبة جنسية، يعني ليس مطالبة بحقهم في ممارسة الجنس، على العكس... المجتمعات تمارس الجنس المثلي منذ العصور الحجرية على فكرة هههههه، لكن، المطالبة كانت عدم إقصاء المعلم لأنه مثلي، عدم طرد العامل لأنه مثلي، عدم حبس المواطن لأنه مثلي...
تحققت إنجازات كثيرة،و كانت المظاهرات السلمية هي السبيل... و هنا نفهم معنى الديموقراطية و حق الشعوب و سلطة الشعوب و كلمة الشعوب المسموعة...رضخ القانون لمطلب الشعوب، خرج المثليون للشوارع منددين و مطالبين، فإستجاب القانون...
كانت تلك بداية ما يسمى ب"جاي برايد" ...
صارت التظاهرة تظاهرة إحتفالية، لكن، ذلك فقط ما تبرزه وسائل الإعلام ... لكن، بقيت التظاهرة و مازالت وسيلة للمطالبة بحقوق المثلي الذي لم يحصل عليها كاملة، بقيت التظاهرة تجمعا فنيا و سياسيا ...

لم تدم فرحة المثليين إلا قلييييلا... لأن الإيدز حل على العالم ضيفا كريها ثقيلا، لكن، ما باليد حيلة...
هنا، صارت الجاي برايد وسيلة للمطالبة بمساعدة المثليين المصابين بهذا المرض، مساعدتهم على الأقل أن يموتوا ميتة كريمة...ثم مساعدة العالم كله بأن يبحث الأطباء عن دواء لهذا المرض اللعين...عاب الكثير من "الشيوخ" على المثليين و جعلوهم سببا لظهور المرض و قيل أنه عذاب من الله و قيل أنه بسبب كثرة ممارستهم للجنس... لكن، الحرية التي إكتسبها المثلي كانت أقوى من تلك الأقاويل... تواصلت التظاهرات و كانت دائما فيها طابع إحتفالي أراه جميلا جدا... صدقوني، في التلفزيون الفرنسي، الكثير من الناس ، مجرد ناس عاديين منهم الشيوخ و منهم الشباب، لا يشاركون في الجاي برايد، لكن أغلبهم يقول إنها تظاهرة مفرحة تبعث جوا من البهجة في شوارع المدن المختلفة...
كان لا بد أن يقول المثلي أنه "فخور" !!!
المغاير لا يقول أنه فخور، لكن، المثلي لا بد أن يقول أنه فخور... مادام المثلي في بعض البلدان يشنق لأنه فقط يحب .... مادام المثلي يطرد فقط لأنهم شكوا أنه قد يكون محبا لنفس الجنس... مادام الأب يطرد إبنه لأنه مثلي، و الأم تتنكر لابنتها لأنها مثلية... مادام المثلي ممنوعا من الزواج و تبني الأطفال، مادام المثلي مازال يخاف أن يمسك يد حبيبه في الشارع لألا يشتمه الناس ...
لابد أن يقولها المثلي : أنا فخور...

في فرنسا، هذه السنة، تغير إسم ال"جاي برايد" صارت تسمى ما معناه "مسيرة التنوع" و صارت تنظم إليها منظمات تحارب العنصرية ضد العرب و السود و كل الأقليات...
شي جميل جدا أن نرى أن الحرب واحدة، هي حرب ضد التعصب و التخلف، ضد كارهي حق الإنسان في أن يعيش، حرا من سلطة رجال الدين، حرا من سلطة العادات و التقاليد البالية، حرا من الأفكار الرجعية ...
و هنا نرى الهوة الوآآآاسعة بيننا و بينهم...
نحن نعمل جنس مع الرجال، لكن نتزوج بالنساء...
نحن نتفرج على بورن ليلا نهارا، لكن، نرفض أن نرى رجلا نصف عاري يرقص بكل عفوية في الشارع...
هم تحرروا من سلطة الدين (مش كلهم) ، نحن رضخنا لسلطة الدين، والمشكلة ليست الدين !!! أنا مسلم و مؤمن، لكن أقصد سلطة الخطباء الذين صارت كلمتهم تساوي كلمة الأنبياء..لكن، المفروض أن نسمع لعقولنا و قلوبنا، ليس لعمر و زيد...

هم رقصوا و فرحوا بحريتهم، نحن تعذبنا و بحثنا عن علاج لمرضنا الوهمي...
هم ساوووا بين رجل و إمرأة، نحن نريدها عذراء و بنت ناس و نريده "أبضاي" و قليل حياء...
هم تمتعوا، نحن كبتنا...
هم تحرروا، نحن تقيدنا...
هم تحدثوا بإسم الإنسانية ، فسمع لهم العالم كله، و نحن تحدثنا بإسم الإسلام فسخر منا العالم كله..

أواصل؟؟؟ هههههههه
لا أتوقف أحسن، لأني أكيد أن شعبيتي اليوم وصلت لتحت الصفر ههههههه
يمكن، فقط مجنونتي هي الموافقة على كلامي هههههههههه


-----------------------------------------------------------------
يتبع...

هناك 11 تعليقًا:

just freedom freedom يقول...

ههههههههههههههههههههه

لوووول

كمل كمل انا معاك للأخر
بصراحه استمتعت بقراة مسيرة الحريه عندهم

يعني ماجتهم بارده مبرده على طبق من ذهب

تعبوا وماتوا عشانها*_*

^^ لو كل الناس تصير ضدك
ماتخااف انا معاك في كل كلمه^^

حاير المجهول يقول...

يا ليت الشعوب العربية يكون لها صوت مسموع..بس صدقني ما منهم فايدة حتى لو تحرروا وصار هلم صوت مسموع..
تدري ليش؟!
لأن عقول البشر لا تعرف الحرية لا تعرف المساواة..
الشعب كله عنصري حتى لو تظاهر بأنه مظلوم ويطالب بحريته ...
انظر إلى لبنان اللي نقول عن سياسته وديمقراطيته متظورة قائم على المحاصصة الطائفية وعنصري حتى النخاع !! وكل فرقة لعنت أخرى !
شوف العراق صرخوا صدام فعل وصدام ترك وراح صدام وجتهم الحرية شو عملوا ؟! نظام طائفي عنصري وحروب طائفية مالها أول ولا تالي...
لازم عقول البشر تترقى قبل لا تتغير الحكومات,,,

gay-ana يقول...

مجنونتي، دايما جابرة بخاطري!! الله يجبر بخاطرك و ينولك إلي في بالك و يرزقك بإبن الحلال (المسكين هههههه) ...
نعم، الحرية دائما نتيجة نضال و تعب، لا تأتي في طبق من ذهب...

و كلام إبن دبي صحيح للأسف الشديد (أول مرة يقول شي صحيح هههههههه)

أمزح يا إبن دبي، إنت عارف معزتك عندي :))

خلينا يكون عندنا شوي أمل إن الغد سيكون أفضل...

حاير المجهول يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
حاير المجهول يقول...

ههههههههه
يعني أول مرة أقول شي صح في نظرك
هين يا أنا قاي أنا أراويك لما أزورك باريس لووول
والله الغد يمكن يكون أفضل بعد ما يلبسوني اللباس الأبيض ويكبرون علي أربع تكبيرات ..

ZIZOU يقول...

شو يا مجنون ترى معزتك زادت 1000 بالمية ............
كيف تقول ما في الي يساندك انا وين رحت ابناء المغرب دايم يقفو حد بعض ولا بطلنا مغاربة ها احنا مغاربة احنا مغاربة ههههههههههههههه............
عم اخرج عن الموضوع خلينا نرجع

اول مرة اكتشف ان لك اسلوب راقي في كتابة عم بتوصل المعلومات بطريقة سردية رائعة تقول شيء كاتب او تاريخي عم بارخ الاحداث ............
لازم الموضوعين نحطوهم بشيء كتيب صغير او مطبوعة يستفيد منها الجميع فعلا تستاهل
وانت كمان تستاهل الف بوسة ........................

اما عن محتوى الموضوع برد عليك واقولك انا مثلي وافتخر فلو ما جيت مثلي ما كنت راح احب حياتي مثل ما انا حبها الان هذا تحدي بحياتي وراح بعيشو حتى اموت ..............................
ذكرت فترة السبعينات في شيء بعدها صار ولا خلاص متشوق اعرف اكثر وافهم اكثر ........................
قبل ما اخم اشكرك على الاضافة بموضوعي على المدونة والله ما تقر
..............
سلامي

ZIZOU يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
gay-ana يقول...

زيزوووو
أخجلتني بكلامك مرة أخرى..
أتمنى تكون حصلت الإفادة!

هناك عدة تفاصيل تخص تلك الفترة، لكن، حبيت أختصر ...
إنتظر مني مفاجأة، فيلم وثائقي عجيب و غريب، عن المثليين في تلك الفترة، سينقله قريبا التلفزيون المثلي الفرنسي، و ناوي أسجله و أحطه في المدونة...
لكن، لازم تكون شاطر في الإنجليزي أو الفرنسي ... :))

شكرا ...

DoD Aly يقول...

اسف تاخرت كثيرا فى الوصول لمدونتك الجديده عجبنى التصميم
لكنى ما استطعت ان اشترك فيها لانى ما وجدت مكان اشترك منه
وعموما انت خلاص بادلت الغيرين العداوه عينى عينك كده
والله ما تنسى اننا فى الاخر مضطرون نكون امام الناس مثلهم
ياليتنا فى مصر نملك تمن مساحه الحريه عندكم
انا سعيد بارائك وماعرفت اخبار صديقك الفرنسى

gay-ana يقول...

أهلا و سهلا يا إياد!

مين قال إني أعلنت العداوة؟؟
أبدا!! بالعكس!! لو لا وقوف المغايرين مع قضية المثليين، ما كان ممكن تتحقق العديد من الأشياء...
أنا فقط قلت إن المغاير ما عنده سبب إنه يعمل "برايد" لأنه مرتاح في حياته، هذا كان قصدي .

صديقي الفرنسي، يسلم عليك :))

Mna7y hilton يقول...

حبيبي فيه حادثه مهمه ما تكلمت عنها
وهي فعلا كانت نقطه تحول فيه الحقوق المثليه
اللي هي حادثه stone wall riots
يمكنك سمعت عنها
هي اللي بسببها بدو يسون القاي برايد كل سنه في يوليو
لان الحادثه صارت في ٢٨ يولو