كثرت المسلسلات في الشهر الكريم، منها الممتع و منها الممل، منها الطيب و منها الخبيث، منها المضحك و منها المبكي...
أبدع الممثلون، يلعبون أدوارا صاغها أفضل الكتاب و جملها أقوى المخرجين..
يذاع المسلسل الواحد في 100 قناة و يعاد في اليوم 20 مرة، لكن، فاتكم مسلسل هو الأقوى في حسن تمثيل بطله و حسن كتابة مؤلفه و حسن صناعة مخرجه.
و العجيب أن المؤلف هو من قام بالإخراج و التصوير و هو أيضا من كان له دور البطولة... هو أنا ...
أحسنت حقا التمثيل، عشت الدور و كأنه صنع لي ... تقمصت الشخصية أحسن تقمص... ليس غريبا ذاك الدور، فأنا ألعبه منذ الطفولة... و ياهٍ كم أجيده.
أصير نجم الحي و ملاك الرحمة و زينة الشباب. أصير الطاهر الطيب الأمين العفيف الكريم حسن الخلق.لا يبحث عني الناس في مقهى و لا في ملهى بل في المساجد، و لا يسألني السائل إلا عن علم نافع أو عن صدقة جارية أو دعاء صالح.
"أنا جاي" صاحب المدونة و حساب الفيسبوك، محب الرجال و المتزوج قريبا من رجل فرنسي... هل رأى أحدكم أكثر مني إتقانا لدور الشيوخ و الصالحين؟؟؟
عجبت جارتنا مني كيف أطيق العزوبية و هي ترى في الزواج المبكر تحصنا من المعصية، و بحثت لي أختي عن كل بنات المدينة المحجبات فكيف لي أن أتزوج بمن تعصي ربها فلا تخفي شعرها عن الغرباء.و أنكرت علي أمي أني رجعت من التراويح قبل إنتهاءها إذ تعبت بعد سفرة طويلة، و هي لا تعرف عني إلا أني أصوم النهار كله و أقوم ثلثا من الليل أو أكثر.
صارت حادثة لا أستطيع ذكرها لأنها تفضح شخصي، لكنها جعلت من نجمي يلمع أكثر و من نجاحي يتراءى للعموم أكثر.صرت حديث المتحدثين، ذلك الشاب غاض البصر، الرقيق المؤدب، ليس فقط ناجحا في دينه، فدنياه له مبسوطة جزاء بما درس و نجح و إشتغل و كان الأول على كل الأولين.
لم أكذب بل كذبوا. هم من أراد لي ذلك الدور و لم يكن بيدي حيلة. لم يتركوا لي مفرا و لا مخرجا. كنت كلما أنكرت على جارتنا إلحاحها علي أن أتزوج، كذبت على نفسها و ظنت في إنكاري مجرد خجل من التحدث في الموضوع.
كنت كلما أنكرت على أختي بحثها لي عن المحجبات، كانت تكذب على نفسها و تظن أني فقط لا أريد جرحها و هي التي لا تلبس أصلا الحجاب و لا تصلي حتى.
جعلني الناس صالحا و لم أطلب ذلك. نصبوني أمينا على الأخلاق الحميدة و رمزا من رموز النجاح و أنا لا أراني كذلك.
يكذب كل الناس، و ما أن أكذب كذبة صغيرة حتى تهتز الأفئدة من هول الصدمة. يعق كل الأبناء، و ما أن أعق بقصد أن عن غير قصد حتى ينصدم البعيد قبل القريب.
حاولت إفهامهم و إسماعهم، لكنهم لا يسمعون. لست ممن يتباهى بالرذيلة و لا ممن يعق و لا ممن يظلم و لا يكذب، لكني لست من الأولياء. لست ممن لا تفوته صلاة و لا ممن يحب الزواج بالنساء قصد التعفف. لكنهم هم يريدوني كذلك.
هم لا يصلون، لا يذكرون إلاها، لا يتعففون عن زنا، لا تلبس نساءهم الأخمرة و لا تترك بيوتهم و أفواههم الخمور، لكن، أنا!! لا !!
لست أبغي شرب الخمور و لا ترك الصلاة و لا سرقة الأموال، لست إلا أبغي حرية مفقودة. ليس حرية حب الرجال ، فهيهات أن أدركها، بل فقط حرية أن لا أكون معروفا في المدينة الصغيرة، حرية أن أذنب و أستغفر، ما دام ذنبي لا يضرهم. ماذا يضرهم إن تركت أنا الصلاة و هم كلهم تاركوها؟ماذا يضرهم إن زنيت أنا و هم كلهم زانون؟ لست أجد جوابا؟ فقط جوابي أن المجتمع يحتاج لنماذج أخلاقية، فإن لم يجدها، إخترعها حتى يطمئن أن مهما كثر الظلم فهناك العادلون، أن مهما إنتشر الكفر فهناك المؤمنون، و كنت أنا منهم. إخترعني أهلي و أصحابي و جيراني، فصرت مجرد دمية في مسرحية....
يتبع...
هناك 10 تعليقات:
أنا أيضاً أعاني من نفس المشكلة
يرى الناس أني شاب كويس أدب وأخلاق وشهادة كبيرة و الكل يرغب في تزويجي من بنتو
بس أنا بحب الرجال مش عارف أعمل إيه ماما عيزاني اتجاوز أنا منعت المرة دي بس المرة جية ربي يستر
المجتمع يحتاج لنماذج أخلاقية، فإن لم يجدها، إخترعها حتى يطمئن أن مهما كثر الظلم فهناك العادلون، أن مهما إنتشر الكفر فهناك المؤمنون، و كنت أنا منهم. إخترعني أهلي و أصحابي و جيراني، فصرت مجرد دمية في مسرحية....
عجبتني كثير هذا المقطع والله فعلا المجتمع هو السبب
منتظر التكملة يا بطل اظن انك راح تاخذ الاسكار على الدور الجميل هذا الي اصبح جزء من حياتنا لا نستطيع التخلص من الدور الذي ركبنا
تحياتي لك دوم مبدع والله
متى سينتهي مسلسل التمثيل المتقن ؟؟؟
سؤال يطرح نفسه بقوة
محمد علي، مش عارف كيف يمكن أساعدك. على الأرجح أنت سترضخ و ستتزوج من وحدة كما فعل الآلاف قبلك. لكن، ممكن تسافر مثلا و تنفذ بجلدك أو تحاول تأجل حكاية الزواج حتى يملوا و يكلوا و يتركوك بحالك...
بالتوفيق...
---------------------------------
زيزو، شكرا على التعليق، مش المجتمع هو إلي دايما ينلام... أنا لو كنت صدقا شجاع، كنت قلت للعالم كله إني مثلي...
شكرا...
----------------------------------
أسامة، لن ينتهي المسلسل أبدا، يعني مسلسل مكسيكي أو تركي :))
حتى في البلدان التي تقبل المثلية، هناك مثليون يرفضون مثليتهم لأن مرات الحكاية تتعلق بقبول الشخص لذاته و ليس فقط قبول الناس له..
شكرا...
:-o
يا شخص أثرتُ إشمئزازه،
فكرت كثيرا في كلام أرد به عليك!
لكني لن أفعل. و الله شاهد إني قادر أني أرد على 1000 من أمثالك. خاصة إنك قلت عني كلام غلط.
أتمنى فقط إنك تكون ارتحت بعد كل الشتايم.
تحياتي العميقة لك يا "جاي أنا" دائما تبهرني بكتاباتك وتلمس الجروح الذي لن تندمل أبدا ....
هنيئا لك ولأمثالك ... ممن يرون الحياة بمنظار آخر ... حياة مليئة بالتناقضات الغريبة ... والنفاق اللامحدود ... ألغاز يعجز أحد فك أحجيتها ... ممن يرون أن البشر مبرمجين ... يسيرون على وتيرة واحدة وبرمجة واحدة ... وتعسا لنا .. نحن من خرجنا من هذه البرمجة واحترنا دربا مغايرا ... دربا يحكمه المنطق والعقل قبل كل شيء .. ليس كدربهم الذي قوم على التقليد والمحاكاة ... كن مثلهم حتى تسلم من النقد والهجوم ... والتعليق الأخير أكبر دليل على صحة فرضيتي...
دمت بود يا صديقي
شكرا يا حلوة :)
جاوبتك في مدونتك! بعيد عن العيون و الألسنة :))
كـأنك تتكلم بلساني........
انا كنت زييك اول
بس الحين قاعد احاول اخرب صورتي عشان يفكوني خيرهم وشرهم
مو يعني قاعد اسوي بلاوي
بس قصدي اني احاول ابيين اني ماني الولد المثالي ومدري ايش
تخيل لو اكتشفو انك متزوج رجل في فرنسا
ههههههههههههههه
والله يا انواع التحطيم اللي بيصير
احس كل الاشياء اللي كانو مؤمنين فيها وبمثاليتها اختفت
ولو اني ما اتمنى تتعرض لهذا الموقف
بس اتمنى الشعب العربي يتعرض لهزه مثل هزه معرفه قريتك عن مثليتك (مثلا)
عشان تخليهم شوي يفتحون عيونهم ويبدون يفكرون شوي وما يعيشون تحت قواعد وقوانين تحبسهم عن التفكر وعن توسيع المنطق
إرسال تعليق