الأربعاء، 8 يوليو 2015

القميص 1




دخلت البيت الجديد، على الرغم من حلاوته و نظافته لا روح فيه.
لا ذكريات و لا صوت ضحكات.
لمحت من بعيد قميصا أبيضا لا أذكر أن لي مثله. مرمي على الأريكة وحيدا، مثلي أنا.

قميص من هذا؟ لذكر أو لأنثى؟ لأنس أو لجن؟
هل صارت أريكتي مرتعا لقمصان الأغراب يقضون حاجتهم و ينسون عندي ملابسهم؟

اقتربت و كلما اقتربت فهمت. أعرف ذلك القميص، بكل تفاصيله أعرفه. بألوانه و أشكاله أعرفه.
حتى يتحول الشك إلى يقين، كان لا بد لي أن أشم ريحه.
و شممت و ليتني لم أشم.

عبق كعبق الريحان. عطر كأفخم العطور. بدأت باستنشاق تلك العطور كالمدمن يقع على مخدر ينسيه هموم دنياه.
و لم أكتف بتلك الجرعة، قليل علي مجرد ريح طيبة على قميص.

أخذته للغرفة أحمله بخشوع كأنه كفني. بل هو كفني، يا ليتني لما أموت يلبسني غاسلي ذلك القميص.
وضعته فوق السرير كالطفل حين تهيؤه أمه للنوم.
من دون أن أدر، من دون أن أشعر، وجدتني عاريا جنب القميص أمرغ وجهي فيه و أستنشقه بكل قوة. و مع كل نفس أتنفسه كانت لذتي تزيد و كان نشوتي ترتفع.
هل جنون أكثر من جنوني؟ أمارس الجنس مع قميص؟؟؟!!!

كيف أزيد جرعة الحلاوة؟ كيف أصل لحقيقة النشوة؟
اقتربت من مكان الإبطين، حيث تزيد الرائحة قوة و إذا بالنشوة تزيد قوة.
ما أحلى ريح الرجل!! ما ألذ طعم الذكورة!!

قضيت حاجتي و كلي رعشة من شدة نشوتي و سال منيي فوق بطني و على فخذي.

لمن القميص؟ لماذا أشعل ناري و أحرقني بلهيبه؟
لمن القميص؟ لماذا أغراني بالرغم أن لا يلبسه أحد؟
لمن تلك الرائحة الطيبة؟ رائحة ذكر جعلتني أنثى، رائحة رجل جعلتني رجلا!

يتبع...

ليست هناك تعليقات: