الاثنين، 20 يوليو 2015

جهاد



من منا لم يسأل نفسه يوما هذا السؤال؟
من منا يدعي أن له إجابة و كثيرون لا إجابة لهم.
سؤال سأله الشعراء كما علماء النفس و الإجتماع.
سؤال تجادل فيه الخطباء...

ماهو الحب؟
ما هي تلك الرعشة التي تجتاح الإنسان لما يرى حبيبه؟
ما هي تلك الدقات المتسارعة لقلب ينفطر لما يغيب المحبوب و يثلج لما يحضر؟
لما وصف الشعراء الحب لم يكونوا مبالغين... و أنا أشهد...

يا ليت الحب فقط فرحة، فهو كثيرا ما يكون حزنا و شقاء.
و حتى حزنه حلو و شقاؤه عذب كعذوبة ريق المحبوب لما يقبل الشفاه و لما تتعانق الألسنة.

الحب لما لا تغمض العيون إلا و آخر ما رأت وجه المحبوب، و لا ترتخي الأعضاء إلا و آخر ما حضنت جسم المحبوب.
الحب لما لا تهيج نار الجنس فينتصب القضيب و تقشعر الأجسام إلا لما يقول المحبوب كلمة "أحبك".

الحب لما تختار الموت ليعيش الحبيب، و تختار العيش فقط للحبيب.
لما تكون رجلا و تتمنى لو أنك أنثى حتى تحمل نطفة الحبيب فتكون جنينا ثم طفلا من صلبه فقط لأن طفله فيه شيء منه، لأن طفله يشبهه.

الحب ليس نزوة، الحب ليس كذبة، الحب هو لما لا تقدر أن تهجر من خان، و لا أن تعاتب من جرح. لأنه كلما جرح و خان، زاد التعلق به و التوسل إليه.
الحب هو أن تجعل الحبيب معبودا وحده لا شريك له في قلبك و أفكارك.
الحب إبتلاء، لا يدخل النار من اكتوى بناره في الدنيا.

الحب جهاد... جهاد بالنفس فهي لا تعرف راحة إلا مع المحبوب. و جهاد بالروح فهي لا تطمئن إلا بالقرب من المحبوب. و جهاد بالجسد فهو لا يطفئ ناره إلا قبلة المحبوب، جسم المحبوب، ريح المحبوب...

و أما من مات في الجهاد فشهيد.
شهيد كل من فارق عيناه النوم من كثر إشتياقه، و سالت دموعه تملأ كأس حرمانه.
شهيد كل من صبر على محبوب خائن كذاب منافق.
و ما أكثر الشهداء! و ما أكثر الخونة الكذابين!

لا أقدر أن أنسى ظلمه لي. كيف أنسى لما جرحني و قتلني مع كل مرة كان يخون و يكذب.
لا أقدر أن أسامح كذبه و خيانته. كيف أسامح من خاب به ظني و هجرني حتى حسبت روحي تهجرني.



لكني، بالرغم من هذا، أتعلق به يوما عن يوم كطفل يحتاج لأمه ترضعه. كشجرة تموت لولا الماء يسقيها. كنار تنطفئ لولا الخشب يلهبها.
أحبه بمبالغة و أكره حبي له. أكره ضعفي و خضوعي.

لكن، ما أن أسمع صوته، ما أن أراه. ما أن أفتح بسرعة أزرار قميصه، ما أن أذوق طعم ريقه و هو يقبل شفتي بنهم، ما أن أداعب حلماته، ما أن أحس بقضيبه يكاد يمزق ملابسه، ما أن يدخل يده في ملابسي الداخلية، ما أن يجثو على ركبتيه يبتلع ذكري، ما أن يقف أمامي و يفتح مؤخرته طالبا مني إيلاجه...

ما أن نصير رجلا واحدا، حتى أنسى... و أرجع لخضوعي، و أرجع لخنوعي. و أسامحه على الخيانة و أنا أعلم جيدا أنها فيه طبع لن يتغير...

انتهى.

ليست هناك تعليقات: