الأحد، 16 أغسطس 2009

القبله القاتله


على الرغم من الفرق الفكري بيني و بين حبيبي، استطعنا التغلب على مشاكلنا و عادت المياه لمجاريها خاصة أني تمكنتُ من إقناعه بعدّة مسائل لم يكن على دراية بها، كما أنه إعتذر مني بأدب عما صدر منه و طلب مني بنفسه أن أساعده في تغيير نظرته عن العالم العربي و لو أني متأكد أني لن أنجح في تغيير كل تلك الأفكار المسمومة الراسخة في عقله منذ صغره.

لحبيبي العديد من الأصدقاء من كل الفئات العمرية و الاجتماعية، على عكسي تماما فأنا شخص منعزل ليس لدي أصدقاء، لكني تعرفتُ على بعض أصحابه الممتازين بناتا و أولادا. و خاصة البنات ، كلهن طيبات متفهمات ... ( مش غريب على واحد مثلي أن يحب البنات كصديقات طبعا).
صادف أن دُعينا لسهرة في بيت أحد معارف حبيبي، كان شخصا تعرف عليه حبيبي في بارخاص للمثليين. مانعتُ في أول الأمر و لكنه ألح فقبلتُ على مضض.
كان اللقاء في البيت، كنا قرابة العشرة أشخاص، كلنا "مثليون" (تصوروا البارتي).
كان الجو صاخبا، كثُر شُربُ الخمر و تطايح الجميع من السُكر ما عدا أنا !!!!
حتى حبيبي و هو في العادة لا يكثر من الشرب، كان ليلتها سكرانا قليلا و لكنه كان يعي ما يقول ليس كالبقية. اكتشفتُ ليلتها ما معنى أن تكون مثليا تافها لا يفكر إلا في المتعة الجنسية، لا يحترم أحدا و يبلغ بك اليأس و الإكتئاب ( أظب أنهم لا بد أن يستشيروا طبيب نفساني) أن لا ترغب في الجنس إلا و أنت في حالة سكر لا مثيل لها حتى أنك لا تتذكر ما حصل لك في اليوم التالي.
ذلك كان حالهم، كانوا ثلة من المثليين الجائعين، على الرغم أن منهم من كان على علاقة مع شخص آخر، بل إن منهم من كان "متزوجا" بشخص آخر و لكن ذلك لا يمنع الطرفين من "اللعب بذيلهم".
انتهت السهرة على خير و الحمد لله و انتهى بي المطاف مع حبيبي نركض في الشارع وراء صديقنا السكران خوفا عليه خاصة و أنه كان في حالة إحباط لأنه لم يجد من يشاركه ليلته تلك.
ذهبنا به إلى بيته، وضعناه في فراشه و كان المسكين في حالة يرثى لها، أرادنا أن نبقى معه بل إنه نزع ثيابه على أمل إغرائنا لكن المسكين غرق في سبات عميق.

مر أسبوع أو أكثر، كنتُ بدأتُ أنسى تلك الليلة و إذا بنفس المجموعة تدعونا لحفل عيد ميلاد!!!
كان حبيبي مترددا و كذلك كنتُ أنا لكننا قبلنا الدعوة و وجدتني مع نفس الشخوص في بيت صغير، كان الجو في البداية جميلا، و كانت السهرة لطيفة و إذا بأحدهم يسألنا كم مضى من الوقت على علاقتنا، كنا في عامنا الأول، بُهِر الجميع من هذه الفترة حيث أن أغلبهم لا يقضي أسبوعا أو اثنين مع أحدهم إلا يمله و يبحث عن غيره، أما المتزوجون منهم، فهم يعيشون معا كالإخوة و ينتفعون من مزايا العقد الذي يربطهم و لكن حياتهم الجنسية تكون مليئة بعلاقات مع رجال آخرين.

لم يكن ذلك حالي و حبيبي، و لكني تعرضتُ لوابل من الانتقادات و الشتائم، دُعينا بالمنافقين، الكذابين، و تعجب الجميع منا " كيف لنا أن نقضي عاما كاملا في علاقة لا نمل فيها من بعضنا البعض و لا نلمس فيها رجالا آخرين؟" كان ذلك سؤالهم فهم حسب رأيي لا يعرفون معنى الحب الحقيقي و الوفاء الحقيقي.

أحسستُ بضيق شديد خاصة عندما كثر الشرب و ذهبت العقول، كان الجميع في حالة هستيريا حادة، يرقصون، يشربون يدخنون، كنتُ جالسا في زاوية وحدي و كان حبيبي يرقص مع أحدهم.
في لحظة غفلة، لحظة مرت علي كسنة، مازلتُ أعيد في ذاكرتي تلك اللقطة الرهيبة التي رأيتُ، رأيتُ أحدهم يقبل حبيبي من فمه !!!

يتبع...

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

انا قريت العنوان و نسيته..
لما خلص البوست.. قلت هاي القبلة القااتلة..
لانو جد شي بيقهر .. !

... يقول...

if I saw someone kissing my partner in front of my eyes I'll probably barry that person alive!..O_O